
عشرات القتلى بهجوم على مروحية أممية في جنوب السودان

قالت حكومة جنوب السودان إن مسؤولا عسكريا برتبة جنرال وعشرات الجنود قتلوا، الجمعة، عندما تعرضت مروحية (هليكوبتر) تابعة للأمم المتحدة كانت تحاول إجلاء جنود من بلدة الناصر بشمال البلاد لهجوم.
وقالت الأمم المتحدة إن الحادث، الذي قد يمثل ضربة قاسية لعملية سلام هشة بالفعل، "بغيض للغاية" ويشكل جريمة حرب محتملة.
وكان طاقم الأمم المتحدة يحاول نقل جنود جوا بعد اشتباكات عنيفة في بلدة الناصر بين القوات الوطنية وميليشيا الجيش الأبيض، وهي المجموعة التي ربطتها حكومة الرئيس، سلفاكير ميارديت، بالقوات الموالية لمنافسه النائب الأول للرئيس، رياك مشار.
وفي خطاب للأمة أعلن فيه مقتل الجنرال، ماغور داك، وجنود آخرين، قال سلفاكير إن مشار أكد له ولممثل الأمم المتحدة أن الجنرال سيكون في أمان وأن بعثة الإنقاذ يمكنها التوجه لبلدة الناصر لإجلائه ورجاله.
وقال وزيرالإعلام، مايكل ماكوي، لصحفيين إن حوالي 27 جنديا قتلوا، ومن بين القتلى أحد أفراد طاقم هليكوبتر الأمم المتحدة.
وقالت البعثة الأممية في جنوب السودان "أدى هجوم على مروحية تابعة لنا كانت تقوم بعملية إجلاء في مدينة ناصر المتضررة من النزاع في جنوب السودان إلى مقتل أحد أفراد الطاقم وإصابة اثنين آخرين. كما وردت أنباء عن مقتل العديد من الأشخاص الآخرين الذين تم إجلاؤهم".
ودعت البعثة "جميع الجهات الفاعلة إلى الامتناع عن المزيد من العنف"، وحثت "قادة البلاد على العمل معا بشكل عاجل لحل التوترات".
ولم يتضح بعد ما إذا كانت المروحية أصيبت أثناء تحليقها أو ما إذا كان الهجوم وقع وهي لا تزال على الأرض.
ورفض، بوك بوث بالوانغ، المتحدث باسم مشار التعليق على الهجوم. وكان حزب مشار قد نفى في السابق تورطه في أحدث قتال في الناصر.
وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، نيكولاس هايسوم، "الهجوم... بغيض للغاية وقد يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي".
وأضاف "نأسف أيضا لمقتل أولئك الذين كنا نحاول إخراجهم، وخاصة بعد تلقينا ضمانات بالمرور الآمن. وتحث بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان على إجراء تحقيق لتحديد المسؤولين ومحاسبتهم".
وقال المتحدث باسم مشار في وقت سابق إن القوات الموالية للرئيس سلفاكير اعتقلت وزير النفط والوزير المعني بجهود السلام ونائب قائد الجيش، ومسؤولين عسكريين كبارا آخرين متحالفين مع مشار، وهو ما قد يعرض اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه عام 2018 للخطر. وأنهى ذلك الاتفاق الحرب الأهلية بين قوات سلفاكير ومشار.
ولم تعلق الحكومة على الاعتقالات، ووفقا للمتحدث باسم مشار، لا يزال جميع المسؤولين المعتقلين، باستثناء وزير جهود السلام، قيد الاحتجاز أو تحت الإقامة الجبرية.
وقاتلت ميليشيا الجيش الأبيض، التي تتكون في معظمها من مسلحين من قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، إلى جانب قوات مشار في الحرب الأهلية، بين عامي 2013 و2018، في مواجهة مع قوات غالبيتها من قبيلة الدينكا الموالية لسلفاكير.
وأكد سلفاكير، الجمعة، أن البلاد لن تعود إلى الحرب، لكن محللين حذروا من أن التوترات المتصاعدة قد تؤدي إلى صراع كامل.
ودولة جنوب السودان في سلام رسميا منذ أن أنهى اتفاق عام 2018 الحرب التي استمرت خمس سنوات وأسفرت عن مقتل نحو 400 ألف شخص، لكن اشتباكات بين مجتمعات متنافسة تندلع بشكل متكرر.
وتأسست بعثة الأمم المتحدة في دولة جنوب السودان بعد فترة وجيزة من حصول البلاد على الاستقلال عن السودان في عام 2011. ويخدم فيها نحو 20 ألفا من جنود حفظ السلام من 73 دولة.